مقاصد الصلاة

 الصلاة هي اللقاء المقدس الذي يجب على كل مؤمن أن يسعى فيه إلى التواصل مع خالقه والاستسلام له:

قال أحد الصوفيين: « إذا أردت أن يكلمك الله فاقرأ القرآن، وإذا أردت أن تكلمه صلِّ ».

سئل النبي (ص) عن أفضل العمل؟ فأجاب: « الصلاة في وقتها ». » وهي أصل المؤمنين الصادقين: { [… ] والذين هم على صلواتهم يحافظون. } [سورة 23 – الآية 9]

     فهي النور الذي يهدي المؤمن في وسط الظلمة ودرعه ضد كل تجربة وخطيئة:

{ […] في الحقيقة، الصلاة تحمينا من الفسق والمذموم. }
 [سورة 29 – الآية 45]

     وبعد صلاة واحدة تكون هناك صلاة أخرى في الأفق، وذلك طوال اليوم. وهذا يزيد في المؤمن إدراكاً للحضور الإلهي الذي يحميه من الفساد. إنها الطريقة الأكثر فعالية لغفران خطاياك. في الواقع، فإن التأمل والتذكير الذي تثيره الصلاة يجب بالضرورة أن يشكك المؤمن ويضعه أمام مسؤولياته حتى يتمكن من طلب الرحمة الإلهية وطلب المغفرة.

قال أبو هريرة (ر):

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أرأيتم لو أن نهرا أمام باب أحدكم يغتسل فيه في كل يوم خمس مرات، هل يبقى من دربه شيء؟» قالوا: لم يبق له شيء، قال: «فذلك أثر الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا». » »

     وعندما يأتي الشيطان ليحجب عنا طريقنا الصحيح، ينيرنا الرحمن بنوره وينقذنا من الخسران، هذا معنى الآية التي يكررها المؤمن 17 مرة في اليوم – في سورة الفاتحة – خلال صلواته الخمس:

{إياك نعبد وإياك نستعين.
أرشدنا إلى الطريق الصحيح. } [سورة 1 – الآيات 5-6]

     وهذا معنى الحديث التالي: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الأخرى يكفران ما بينهما ما لم يأت كبيرة). »

وفي آية أخرى من القرآن:

 { وأقم الصلاة طرفي النهار و بعضا من الليل .
الحسنات يذهبن السيئات [… ] } [سورة 11 – الآية 114]

الصلاة تسلط الضوء على خضوع الإنسان لخالقه.

وهذا هو معنى كلمة الإسلام التي تعني الاستسلام الذي يحتاجه كل إنسان لإكمال إنسانيته.

الصلاة في خمس أوقات مختلفة من اليوم ليست عبثا. وبالفعل فإن هذه الوصفة المنتشرة ليل نهار رمزية لعدة أسباب:

  الأول  : أن انتشار تواترها في النهار والليل يسمح بالتساؤل الدائم والانتظام في علاقاتها مع الله.

 الثاني  : كما سبق أن شرحنا، الصلاة هي تأمل مع الرب، يسمح في كل مناسبة بإعادة شحن بطارياته من خلال التواصل معه. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حضرت الصلاة لبلال: أرحنا بالصلاة يا بلال! »

 الثالث  : أن الرابط الوحيد الممكن بين ماديتنا وسموه هو الذكر والذكر. وهذا التذكير يوصينا به القرآن باستمرار، إما لنستحق ظن الرحمن بنا:

{اِظُرُّوا فِي أَظْنُكُمْ}
[سورة 2 – الآية 152]

 إما أن يكون هناك سلام النفس وانسجام القلب:

{أليس بذكر الله تطمئن القلوب؟ }
[سورة 13 – الآية 28]

أو أخيرًا لدرء إغراءات الشيطان.

 ويحثنا الله (الأزوديال) على ذكره في كل وقت. إن ارتباط المؤمن بخالقه هو أفضل عزاء له في مواجهة حقائق هذا العالم القاسية، وهو في الوقت نفسه الضمان الأكبر لخلاصه الأبدي. هذا الفكر الثابت يصبح ملموسًا من خلال هذا الواجب الأساسي المقنن جيدًا وهو الصلاة.

  رابعًا  : إن تكرار طقس الصلاة هو أيضًا وسيلة للتعبير عن امتناننا للذي ندين له بكل شيء والذي لا يدين لنا بأي شيء. وفي حديث قدسي:

«أنا (الله) والجن والإنس في وضع غير عادي. أنا أخلق ونعبد غيري. أقضي الحوائج ونشكر غيري. تنزل نعمتي لهم، وكفرهم لي يصعد إلي. أثير محبتهم بمالي وأنا لست بحاجة إليه، ويثيرون غضبي بخطاياهم وهم لا يستطيعون الاستغناء عني… »

     العبادة هي مظهر من مظاهر الشكر، والهدف الأسمى هو محبة الله تعالى وإثارة محبته. وكل ما يصدر من الله فهو علامة ودعوة إلى محبته.

لا يحتاج المسلم إلى معجزات في حياته حتى يحب الله. فيجد نفسه مملوءًا بفوائده المحسوسة وغير المحسوسة، يجد نفسه ملزمًا أخلاقيًا بحمد الله وعدم التوقف عن ذكره أبدًا. عندما يغزونا حب شخص ما، لا نتوقف أبدًا عن ذكر اسمه. ألا يستحق الله (الأزوديال) أن يحب؟

{… فالمؤمنون أشد حبا لله […]}
 [سورة 2 – الآية 165]

     وأقل الشكر هو هذا الميل إلى الصلاة خمس مرات في اليوم، وهو يرمز بامتياز إلى الشكر الذي ندين به لربنا:

{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. الله غفور رحيم. }
[سورة 16 – الآية 18]

     وهكذا فإن “الصلاة تتخلل الحياة اليومية للمسلم. خمس مرات في اليوم ينسحب من شؤون الدنيا ليتبع القبلة ويستمد قوته الروحية من ذكر الله. »

Laisser un commentaire