✨ المقدمة
يُعد عيد الأضحى (المعروف أيضًا بـ العيد الكبير) مناسبة للفرح، والسخاء، والروحانية. وهو يُخلد ذكرى طاعة النبي إبراهيم عليه السلام لله، حين استعد للتضحية بابنه. وتُذكِّرنا هذه المناسبة بضرورة تجديد الإيمان، والثقة بالله، والتضامن مع الآخرين.
لكن في واقع اليوم، أصبح العيد سببًا للضغط الاجتماعي، خاصة على الأزواج الجدد. إذ يلجأ البعض إلى الاستدانة المفرطة لشراء أضحية باهظة، أو ملابس فاخرة، أو لتنظيم حفلات كبيرة – فقط لإرضاء الناس. بينما يُعلِّمنا الإسلام الاعتدال، والحكمة في الإنفاق، وحفظ الكرامة دون تباهٍ.
المعنى الروحي للأضحية
الأضحية في العيد ليست مسابقة فيمن يشتري الكبش الأغلى أو الأكبر، بل هي عبادة تقربنا إلى الله.
قال الله تعالى:
« لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ »
— سورة الحج، الآية ٣٧
اللفظ الصوتي: Lan yanāla l-lāha luḥūmuhā wa-lā dimāuhā wa-lākin yanāluhū t-taqwā minkum
👉 هذا يدل على أن النية والإخلاص أهم من قيمة الأضحية.
العيد ومسؤوليات الزوجين
في الزواج، تُعد الإدارة المالية مسؤولية مشتركة، ومن أهداف الزوجين بناء استقرار اقتصادي. لكن للأسف، يشعر كثيرون بضرورة « إثبات أنفسهم » خلال العيد عبر إنفاق يفوق طاقتهم – ولو أدى ذلك إلى الديون.
وقد حذّر النبي ﷺ فقال:
« مَن أخذ أموال الناس يُريد إتلافها أتلفه الله »
(صحيح البخاري)
📌 إن الوقوع في ديون غير ضرورية من أجل المظاهر أو إرضاء المجتمع، أمر مذموم شرعًا.
الاعتدال: خلق نبوي
كان النبي ﷺ يعيش ببساطة، حتى في الأعياد. ولم يكن يُثقل على أهل بيته في النفقات.
قال الله تعالى:
« وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا – إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ »
— سورة الإسراء، الآيات 26–27
اللفظ الصوتي: Wa lā tubadh-dhir tabdhīran – Inna l-mubadh-dhirīna kānū ikh’wāna sh-shayāṭīn
✅ من الأفضل أن:
- تشتري أضحية حسب القدرة المالية
- تمتنع عنها إن لم تستطع (فهي سُنَّة مؤكدة وليست واجبة)
- تشارك أضحيتك مع غيرك
- تحتفل بالعيد ببساطة وفرح دون إسراف
💡 كيف نتجنب الديون في العيد؟
إليك بعض النصائح العملية، خاصةً للمتزوجين:
- الادخار المسبق: ضع مبلغًا صغيرًا جانبًا كل شهر قبل العيد
- اللباس المعتدل: البس ملابس نظيفة ومحترمة دون تكلّف
- لا تهتم بكلام الناس: رضا الله أولى من رضا الخلق
- اجعل العيد عبادة: بالذكر، والدعاء، والنية الصالحة
🤝 السعادة الحقيقية في الزواج خلال العيد
سعادة الزوجين لا تكمن في إبهار الآخرين، بل في البركة، وراحة البال، والتقوى المشتركة. إن الاحتفال بالعيد معًا، وفق الإمكانيات المتاحة وبنية خالصة لله، يُقوِّي العلاقة بين الزوجين ويزيد بركة البيت.
عيد الأضحى فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وليس للوقوع في الدين أو التبذير. وعلى الأزواج المسلمين أن يعيشوا هذه المناسبة بـشكر، واعتدال، وحكمة. فمن الأفضل أن تستثمر في الحب، والإيمان، والصبر بدلًا من اللهث وراء المظاهر.
قال الله تعالى:
« وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا »
— سورة الفرقان، الآية 67
اللفظ الصوتي: Wa l-ladhīna idhā anfaqū lam yus’rifū wa lam yaqturū wa kāna bayna dhālika qawāmā