Catégorie : AR

الاضطرابات الجنسية وعلاجها في الإسلام

(الضعف الجنسي، فقدان الرغبة، والحلول الشرعية)

🕌 مقدمة
الجنس في الإسلام ليس من المحرّمات ولا من المواضيع المخجلة، ما دام يُتناول بحياء وأخلاق، وفي إطار الزواج الشرعي. ومن بين الواقع الذي يواجهه بعض الأزواج المسلمين: الاضطرابات الجنسية مثل العجز الجنسي، فقدان الرغبة، الألم أثناء الجماع، وغيرها. وقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى توتر زوجي، وإحباط، وشكوك روحية. والإسلام يعترف بهذه الحالات ويقدّم حلولاً تتماشى مع الإيمان، وعلم النفس، والطب.

📌 1. أهمية العلاقة الحميمة في الحياة الزوجية
العلاقة الجنسية تُعد من الحقوق الزوجية الأساسية في الإسلام. قال النبي ﷺ:

«وفي بضع أحدكم صدقة.»
رواه مسلم

وهذا الحديث يدلّ على أن العلاقة الجنسية الحلال ليست فقط مباحة، بل لها أجر وثواب. ورفض أحد الزوجين للجماع بدون سبب شرعي قد يسبب خلافات وربما يكون إثماً. لذلك، من المهم الحفاظ على هذه العلاقة حتى عند وجود مشاكل.

🩺 2. العجز الجنسي (العجز الجنسي)
التعريف:
العجز الجنسي هو عدم القدرة المستمرة على الحصول على انتصاب كافٍ لإقامة علاقة جنسية مرضية.

رأي الإسلام:
العجز الجنسي ليس عيبًا، بل ابتلاء. ويوصي الإسلام بمراجعة الأطباء ولا يحرّم استخدام العلاجات الشرعية (أدوية، علاج سلوكي، أعشاب طبيعية).

قال تعالى:

«فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.»
سورة النحل، الآية 43

👉 يشمل ذلك الأطباء والمتخصصين في حال كان السبب جسديًا أو نفسيًا.

الحلول الشرعية:

  • علاج طبي (بأدوية حلال)
  • أعشاب طبيعية معروفة (كالزنجبيل، العسل، الحلبة…)
  • نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة
  • علاج نفسي في حال وجود أسباب عاطفية أو توتر نفسي
  • الرقية الشرعية (للحالات المرتبطة بالوسواس أو السحر)

💔 3. فقدان الرغبة الجنسية (الفتور الجنسي)
الأسباب الشائعة:

  • التعب، التوتر، مشاكل هرمونية
  • خلافات زوجية
  • الاكتئاب أو القلق
  • صدمة نفسية أو حواجز عقلية

المنهج الإسلامي:
كان النبي ﷺ يشجع على التودد واللطف والتهيئة قبل العلاقة، وقال:

«لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول. قيل: وما الرسول؟ قال: القبلة والكلام.»
رواه الدارقطني

👉 المداعبة واللطف لهما دور أساسي في إشعال الرغبة من جديد.

نصائح عملية:

  • الحوار الصريح بين الزوجين
  • التهيئة النفسية والبدنية (نظافة، عطر، استرخاء)
  • قراءة كتب أو نصائح إسلامية عن الحياة الزوجية
  • تجنب الإباحية والمشتتات التي تضعف الرغبة الطبيعية
  • الدعاء بأدعية خاصة (مذكورة أدناه)

🙏 4. الحلول الروحية والأدعية الموصى بها
دعاء لتحسين العلاقة الزوجية:

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
سورة الفرقان، الآية 74

الرقية الشرعية (للراحة النفسية والروحية):

  • سورة الفاتحة
  • آية الكرسي (البقرة 2:255)
  • السور الثلاث الأخيرة: الإخلاص، الفلق، الناس
  • دعاء نبي الله أيوب عليه السلام:

رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
سورة ص، الآية 41

💬 5. متى يجب مراجعة المختصين؟
الإسلام يحث على طلب العلاج من الوسائل المباحة وعدم كتمان الألم. قال النبي ﷺ:

«ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء.»
رواه البخاري

👉 وإذا استمر الاضطراب، يُنصح بشدة بمراجعة:

  • طبيب مختص (أخصائي مسالك بولية، نساء، هرمونات)
  • معالج نفسي مسلم أو يحترم القيم الإسلامية
  • إمام أو مستشار أسري للدعم الروحي

🤝 6. دور الزوج/الزوجة: الصبر، الإصغاء، والدعم
يوصي الإسلام بأن يسود بين الزوجين الرحمة والتفاهم. فالعلاقة الجنسية ليست مجرد فعل جسدي، بل تعبير عن المحبة والسكينة التي يمنحها الزواج.

قال تعالى:

وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
سورة الروم، الآية 21

الخاتمة
الاضطرابات الجنسية لا ينبغي أن تكون مصدرًا للعار، بل ابتلاء يُواجه بالإيمان والعلم والحكمة. فالإسلام يقدم إطارًا متوازنًا يجمع بين الروحانية والرحمة والانفتاح على الطب. البحث عن حلول شرعية، والحوار بين الزوجين، والدعم الروحي والطبي يمكن أن يعيد الانسجام إلى الحياة الزوجية.

الإسلام والقروض البنكية: معضلة في فترة العيد

مع اقتراب عيد الأضحى، يواجه العديد من المسلمين إغراءً متزايدًا: اللجوء إلى القروض البنكية لتغطية نفقات العيد. شراء الأضاحي، تحضير الولائم، تقديم الهدايا للأقارب… كل هذه المصاريف تدفع البعض إلى التفكير في الاستدانة. لكن، ماذا يقول الإسلام عن ذلك؟

تحريم الربا (الفائدة البنكية)

الإسلام يحرم الربا تحريمًا قاطعًا، إذ يعتبر استغلالًا جائرًا وعائقًا للتوازن الاقتصادي. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۝ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ﴾
(سورة البقرة، 278-279)

كما لعن النبي محمد ﷺ آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، مما يدل على أن التعامل بالفائدة البنكية محرم بوضوح، وعلى المسلم تجنبه حتى في الأوقات الصعبة.

بدائل إسلامية للقروض البنكية

أمام هذا التحدي، يمكن للمسلمين الراغبين في التمسك بدينهم البحث عن حلول بديلة، منها:

  1. الادخار والتخطيط المسبق
    • تخصيص جزء من الدخل مسبقًا لتجنب الحاجة إلى الاقتراض.
  2. القرض الحسن
    • يمكن لأحد الأقارب أو الجمعيات الإسلامية تقديم قرض حسن دون فوائد لمن يحتاج.
  3. الخدمات المصرفية الإسلامية
    • توفر بعض البنوك معاملات متوافقة مع الشريعة الإسلامية، مثل المرابحة والمضاربة، كبديل للقروض الربوية.
  4. الاقتصاد في الإنفاق
    • العيد مناسبة روحية واجتماعية، وليس وقتًا للإسراف. من الأفضل الالتزام بالضروريات والعيش في حدود الإمكانيات المتاحة.

العيد مناسبة للإيمان وليس للديون

يجب أن يبقى العيد احتفالًا روحيًا وأسريًا خاليًا من الأعباء المالية والديون المحرمة. بدلاً من اللجوء إلى القروض البنكية ذات الفوائد، من الحكمة البحث عن بدائل شرعية والالتزام بالإنفاق الرشيد.

نسأل الله أن يجعل عيدكم مباركًا وخاليًا من الديون. عيد مبارك!

الأدعية الأساسية لشهر رمضان

رمضان هو شهر الدعاء، والتوبة، والرحمة، والعتق من النار. تتضاعف فيه الحسنات بلا حدود. لذا، يجب أن نستغل هذا الشهر لنرتقي روحيًا. إليكم بعض الأدعية لتعلمها وتلاوتها خلال هذا الشهر المبارك.

١ – دعاء رؤية هلال رمضان

اللَّهُ أَكْبَر اللّهُمَّ أَهِلَّـهُ عَلَيْـنا بِالأمْـنِ وَالإيمـان والسَّلامَـةِ والإسْلام، وَالتَّـوْفيـقِ لِما تُحِـبُّ رَبَّنـا وَتَـرْضـى رَبُّنـا وَرَبُّكَ الله

« الله أكبر! اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى. ربنا وربك الله. »

٢ – دعاء الإفطار

اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت وعليك توكلت

« اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وبك آمنت، وعليك توكلت. »

ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّه

« ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله. »

٣ – دعاء ليلة القدر

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي

« اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. »

٤ – دعاء يوم العيد أثناء الذهاب إلى المصلى

اللَّهُ أَكْبَر، اللَّهُ أَكْبَر، لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَر، اللَّهُ أَكْبَر وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

« الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. »

٥ – دعاء الضيف لصاحب البيت

أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة الأخيار، وأفطر عندكم الصائمون

« أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة الأخيار، وأفطر عندكم الصائمون. »

٦ – تهنئة يوم العيد

تقبل الله منا ومنكم

« تقبل الله منا ومنكم. »

يتمنى لكم فريق مسلم هاندس فرنسا رمضانًا مباركًا. نسأل الله أن يمنحكم الخير والتقوى والسكينة.

حقوق الأبناء على الوالدين في الإسلام: المسؤولية والإحسان

الحمد لله

للآباء حقوق على أبنائهم، ولكن للأبناء أيضًا حقوق على والديهم، كما أمر الله تعالى:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»
(القرآن الكريم، 6:66)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته.»
(رواه البخاري ومسلم)

حقوق الأبناء على الوالدين:

  1. اختيار والدين صالحين: اختيار الزوجة والزوج الصالحين لضمان تنشئة سليمة للطفل.
  2. توفير الاحتياجات الأساسية: من طعام وسكن ولباس واختيار اسم حسن.
  3. التربية الدينية والأخلاقية: تعليم القيم الإسلامية، حماية الإيمان، وإعدادهم لحياة كريمة.

وقد أكد ابن القيم رحمه الله أن إهمال تربية الأبناء يؤدي غالبًا إلى انحرافهم، مما يضر بحياتهم في الدنيا والآخرة.

وأخيرًا، حتى إن قصّر الوالدان في واجباتهما، يجب على الأبناء معاملتهما بالإحسان، كما أمر الله تعالى:

«أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ.»
(القرآن الكريم، 14:31)

والله أعلم.

أكملي دراستك أم ستتزوجين؟

الزواج والتعليم جانبان مهمان من جوانب الحياة التي يمكن أن تبدو في بعض الأحيان في المنافسة. وإليكم تأملًا في هذا الموضوع، مستنيرًا بالتعاليم الإسلامية.

أهمية الزواج في الإسلام

وقد أكد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على أهمية اختيار شريك الحياة على أساس الدين والأخلاق. قال :

«إذا جاءكم من ترضونكم دينه وخلقه فاقبلوه. »

  • رواه الترمذي في باب الزواج (رقم ١٠٨٤).

كما حث الشباب على الزواج حفاظاً على عفتهم وغض أبصارهم:

« أيها الشباب! من استطاع منكم أن يحتمل وزر الزواج فليتزوج. وبذلك يكون قادراً على غض بصره بشكل أفضل، ويحافظ على عفته. »

  • رواه البخاري، باب النكاح (رقم 5065، 5066)، ومسلم أيضاً، باب النكاح (رقم 1400).

إن رفض الزواج يمكن أن يحرم الأفراد من الفوائد الروحية والأخلاقية التي يجلبها.

الدراسات والزواج: إيجاد التوازن

من الضروري إيجاد توازن بين مواصلة التعليم والزواج. فيما يلي بعض النصائح والاعتبارات:

  1. شروط مواصلة الدراسة : يجوز للمرأة أن تشترط زواجها أن تستمر في دراستها حتى الانتهاء منها أو أن تستمر في التدريس لمدة محددة، ما دامت لم تنشغل بعد بالمسؤوليات العائلية كالأطفال.
  2. فائدة الدراسات : من المستحسن مراجعة مدى أهمية الدراسات المتعمقة في المجالات التي ليست مفيدة بشكل مباشر. غالبًا ما يُعتبر التعليم الأساسي الذي يمكّن من القراءة والكتابة، ويوفر المهارات اللازمة لقراءة وشرح القرآن والحديث، كافيًا.
  3. الدراسات الأساسية : من المهم السماح للمرأة بمتابعة الدراسات الأساسية مثل الطب، بشرط ألا تحتوي هذه الدراسات على عناصر محظورة، مثل الاختلاط المفرط أو غير ذلك من الممارسات التي لا تتفق مع مبادئ الإسلام.

خاتمة

ولا ينبغي النظر إلى قرار الزواج أو مواصلة التعليم على أنه خيار حصري. ومن خلال التواصل المفتوح والاتفاقيات الواضحة بين الشركاء، من الممكن متابعة الطموحات التعليمية للفرد مع الاستمتاع بفوائد الزواج. ويجب على الأوصياء والأسر تشجيع الشابات على إيجاد هذا التوازن، وبالتالي ضمان نموهن الروحي والأخلاقي والفكري.

والدي يريدني أن أتزوج رجلاً غنياً ومن عائلة جيدة: منظور إسلامي

الزواج هو مؤسسة مقدسة في الإسلام، ومن الطبيعي أن يرغب الآباء في الأفضل لأبنائهم. ومع ذلك، يجب أن يتم اختيار الزوج بحكمة ووفقًا لتعاليم الإسلام. يستعرض هذا المقال مسألة اختيار الزوج عندما يرغب الوالدين في أن تتزوج ابنتهم رجلاً غنياً ومن عائلة جيدة، بالاستناد إلى الأحاديث والآيات القرآنية.

الزواج في الإسلام: اتحاد مقدس

يشجع الإسلام على الزواج بشدة. يقول الله في القرآن:

« وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ » (سورة الروم، 30:21)

هذه السكينة والمودة هما عناصر أساسية لزواج ناجح. لذا، يجب أن يتم اختيار الزوج وفقًا لمعايير تعزز هذه السكينة والمودة، بما يتجاوز الاعتبارات المادية البحتة.

معايير اختيار الزوج

قدم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) نصائح واضحة حول المعايير التي يجب مراعاتها عند اختيار الزوج. في حديث رواه أبو هريرة، قال النبي (صلى الله عليه وسلم):

« تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ » (صحيح البخاري)

هذا الحديث يبرز أهمية التقوى الدينية على بقية المعايير. في حين أن المال والنسب هما عوامل يجب مراعاتها، إلا أنه لا ينبغي أن يكونا أولويتين على الإيمان والأخلاق الحسنة.

دور الوالدين في اختيار الزوج

يلعب الوالدين دورًا مهمًا في زواج أبنائهم، ويجب أن تؤخذ آراؤهم في الاعتبار. ومع ذلك، من الضروري أن يتم هذا الدور بحكمة ووفقًا للمبادئ الإسلامية. يقول الله في القرآن:

« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ » (سورة التحريم، 66:6)

يجب على الوالدين التأكد من أن قرارهم يتماشى مع ما هو مفيد لإيمان ابنهم ورفاهه الروحي.

أهمية القبول المتبادل

في الإسلام، يعتبر القبول المتبادل من الطرفين أمرًا أساسيًا لصحة الزواج. قال النبي (صلى الله عليه وسلم):

« لا تُنكح الأيم حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن » (صحيح البخاري)

هذا الحديث يبرز أهمية القبول والاختيار الشخصي في الزواج. إذا شعرت المرأة بأنها مجبرة على الزواج ضد إرادتها، فقد يتعارض ذلك مع تعاليم الإسلام.

الثروة والعائلة: عوامل ثانوية

بينما يمكن أن تكون الثروة والخلفية العائلية الجيدة ميزات إضافية، فإنها لا تضمن بالضرورة زواجًا سعيدًا وممتعًا. الإسلام يولي أهمية أكبر للشخصية والتقوى والقيم الأخلاقية. في حديث رواه أنس بن مالك، قال النبي (صلى الله عليه وسلم):

« إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض » (سنن الترمذي)

هذا الحديث يبرز أهمية شخصية العريس ودينه على ثروته أو مكانته الاجتماعية.

خاتمة

في الختام، إذا كان والدك يرغب في أن تتزوجي رجلاً غنيًا ومن عائلة جيدة، فمن المهم احترام رغباته مع مراعاة تعاليم الإسلام. يجب أن يتم اختيار الزوج بناءً على التقوى والشخصية والقيم الأخلاقية. يمكن أن تكون الثروة والمكانة الاجتماعية ميزات إضافية، لكنها لا ينبغي أن تكون المعايير الرئيسية. القبول المتبادل والسعي لتحقيق السكينة والمودة هما الأساس لزواج مبارك وناجح.

لذا، من المهم الانخراط في حوار محترم وحكيم مع والديك، مع تذكيرهم بالمبادئ الإسلامية والاستماع إلى مخاوفهم والسعي لتحقيق توازن يرضي جميع الأطراف المعنية.

لماذا يجب تعليم الطفل؟

الحمد لله.

ونسأل الله تعالى أن يقويك ويوفق أهلك للدخول في هذا الدين.

وعن عبد الله بن عمر (ع) أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: 

“كلكم رعاة وكل راع مسؤول عن رعيته. والإمام راع وهو مسؤول عن رعيته. ورب الأسرة راع في أسرته ومسؤول عن رعيته. والمرأة راعية في بيتها. 

(رواه البخاري 853 ومسلم 1829).

قال ابن القيم رحمه الله :

« من لم يعلم أولاده ما ينفعهم ويتحمل مسؤوليتهم فقد أضر بهم أعظم الضرر. الآباء مسؤولون في معظم حالات انحراف الأحداث بسبب إهمالهم، بما في ذلك التخلي عن تعليمهم الممارسات الدينية الإجبارية والمستحبة. لقد نزحوا عنهم في طفولتهم، فلم يفعلوا شيئًا لأنفسهم حتى يكونوا نافعين لآبائهم عندما يكبرون».

تحفة المودود، ص229.

أما فيما يتعلق بالتعليم الهادف إلى التعريف بالإسلام وتحببه فنقدم النصائح التالية:

1. تعليمهم اللغة العربية وغرس حبها في نفوسهم، حيث أن هذه اللغة مفتاح مهم لفهم الإسلام ومحبته.

2. البحث عن أصدقاء لهم في نفس أعمارهم وجنسياتهم من بين المسلمين الملتزمين. ومن الضروري أيضًا التأكد من أن الأصدقاء المختارين يتحلون بالأخلاق الحميدة المتسمة بالصلاح حتى يتمكنوا من التأثير الإيجابي على أطفالك ويكونوا قدوة لهم في الصلاح والالتزام بالشريعة وفي طريقة تعاملهم مع الأب والأم. . وفي هذا الصدد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 ورفاق الخير والشر يشبهون بائع العطور والحداد على التوالي؛ الأول يمكنه فقط أن يبيعك أو ينقل لك رائحة عطره بينما الثاني إما أن يحرق جسدك أو ملابسك أو ينقل لك رائحة كريهة. 

(رواه البخاري (1995) ومسلم (2628) .

3. الحرص على تنمية حس الارتباط لدى الأولاد بالمسجد من خلال حثهم على الذهاب للصلاة فيه يومياً وحضور حلقات التدريس. وسيكون من الأفضل إضافة منح الهدايا والجوائز التشجيعية للمتميزين منهم في حضور الحلقات المذكورة. ولا بأس بمرافقتهم إلى المسجد ليغرس فيهم حب بيوت الله والصلاة. وإذا لم يتمكنوا من الذهاب إلى المسجد لبعده أو انعدام الأمن، فلا تمل من تعليمهم في البيت كيفية الصلاة وأوقاتها. لقد أُمرت بتعليم الصلاة لأولادك الذين يبلغون من العمر 7 سنوات وتعليمهم ممارستها. أما من لم يبلغ هذا السن بعد فيجب أن نعلمه دون أن نجبره على ذلك. والحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 

علموا أطفالكم من عمر 7 سنوات ممارسة الصلاة. وإذا لم يمارسوا ذلك في سن العاشرة بشكل عفوي، فقم بتصحيحهم. تأكد من الاستلقاء بشكل منفصل. 

(رواه أبو داود (495) وصححه الألباني في صحيح أبي داود).

4. اجعلهم يسمعون القرآن الكريم مرتلاً بصوت جميل يحببه. وهذا قادر على غرس أهميته في نفوسهم. كتاب الله تعالى كتاب هدى ونور للناس؛ وينير لهم الطريق، ويقوي خطواتهم على الصراط المستقيم بإذن الله تعالى.

5. اجعلهم يشاهدون الرسوم الكاريكاتورية ذات المحتوى الإسلامي حتى يتمكنوا من مقارنة ما يجدونه هناك بما يرونه في الرسوم الكاريكاتورية الأخرى، فمن هنا سيكون لهم دور مهم في توضيح الاختلافات (التي أسسها الإسلام). فسيفهمون أن الإسلام يحث الناس على الخير، وصلة الأرحام، وتربية البر والرحمة، كما يحذرهم من الشر، وقطع الأرحام، والفساد، والظلم.

6. تعريفهم بالمواقع الإسلامية المفيدة، مع مراعاة أعمارهم، مع عدم منحهم الحرية الكاملة في الدخول إلى الإنترنت. عليهم أن يمروا من خلالك.

7. إذا كان هناك شيء واحد يجب أن تفكر فيه بعناية لأنه يساعدك على تحقيق هدفك، فهو مرافقتهم لأداء مناسك الحج وبالتالي زيارة بيت الله الحرام. لقد وجد أن مثل هذه الزيارات تترك تأثيرًا عميقًا على الأطفال الصغار كما هو الحال مع البالغين.

8. علمهم مبادئ الإيمان بطريقة سهلة تتناسب مع أعمارهم. نبدأ بأن نوضح لهم أن الله فريد، وأنه يسمعهم، ويراهم، ويكافئ من يطبق أحكام الإسلام منهم. ولم يمنع صغر عبد الله بن عباس النبي صلى الله عليه وسلم أن يخاطبه بهذه الكلمات المؤثرة جداً في توحيد الله والإيمان. قال عبد الله بن عباس: «كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال لي: 

ولد! سأعلمك بضع كلمات: ابق مع الله، يبقى الله معك؛ كن مع الله ستجده أمامك دائما. إذا أردت أن تسأل (شيئا)، فاسأل الله. إذا أردت أن تطلب المساعدة فاطلبها من الله. واعلم أن المجتمع كله لو اجتمع على تحقيق نفع لك، لم يجلبه لك إلا إذا قدّره الله لك. إذا حشدت لتسبب لك ضررًا ليس جزءًا من قدرك، فلن تنجح. تتم إزالة الريش وتجفيف الأوراق. 

رواه الترمذي 2516 وصححه الألباني في صحيح الترمذي . ولأهمية السؤال ينظر جواب السؤال رقم 22175 .

9. ابحث لهم عن قصص تناسب أعمارهم مأخوذة من سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وسيرة أصحابه الكرام (ع) لتوعيتهم بانتمائهم إلى الدين الحق، خير نبي وخير أمة. ولأهمية هذا الجانب، حتى جواب السؤال رقم (21215) والسؤال رقم (22496).

10. تسجيلهم في المدارس الإسلامية وتجنب التحاقهم بالمدارس السيئة لأن الأولى هي رعاية عقيدتهم وأخلاقهم. ويترك اختيار أفضل هذه المدارس لتقديرك.

يجب ألا تغفل عن شيئين مهمين. الأول: أن نسأل الله أن يوفقهم وأن يوفقهم ويعينهم. صلاتك لهم هي وسيلة مهمة عليك أن تستخدمها لصلاحهم وإرشادهم. لا تنس استخدامه ولا تقلل من شأنه. الأمر الثاني هو أن تكون قدوة لهم في الدور المناسب من خلال طريقة تعاملك معهم وتعاطفك معهم. ولن تتصرف في هذا الاتجاه بدافع من مشاعر الأمومة البسيطة، بل كمسلم ملتزم بمراعاة شرع الله تعالى.

ونسأل الله أن يعينك على خير مسعاك، وأن يوفق أبنائك لما يحبه ويرضاه. وانظر لمزيد من الفائدة أجوبة الأسئلة رقم : 10016 ، رقم 22150 ، رقم 4237 (مهم جدا) ، رقم 22950 ، ورقم 10211.

والله أعلم.

اخلاق العمل

عزيزي المسلمين!
إن ديننا الإسلامي يأمر الإنسان بكسب رزقه
بالطرق المشروعة والمشروعة. إنها
تعتبر كل جهد يُبذل في هذه القضية
مقدسًا. ويحرم جميع أنواع
الأعمال والتجارة التي لا تستهدف
وجه الله، ولا تتبع
الحلال والحرام، والتي تشمل الكذب والخداع
والظلم.
عزيزي المؤمنين!
كما هو الحال في كل مجال، الحياة المهنية
لها أيضًا أخلاق. أساس
العمل الإسلامي وأخلاق المهنة
هو البر والصدق. هذه هي حساسية
الاحترام. إنه احترام العمل يتعلق الأمر
بحماية كرامة الإنسان والحقوق العامة،
وليس تعريض سلامة الناس للخطر.
الإخوة والأخوات الأعزاء!
تتأثر حياتنا اليومية بكل شخص
نلتقي به. من بيننا
الموظفون والموظفون
وأصحاب العمل وغيرهم من الأشخاص الذين
يعملون في مجالات مختلفة. مهما كانت
بيئة العمل التي
نجد أنفسنا فيها، فنحن ملزمون
بترسيخ أخلاقيات المهنة.
وفي عالم العمل،
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير راتبه قبل أن
يجف عرقه». »

يجب أن تكون لدينا علاقات صادقة وودية
مع هؤلاء الأشخاص الذين يعملون من حولنا
. ويجب علينا أن نوفر لهم وسائل الراحة
والعبادة،
وحماية صحتهم، واتخاذ جميع تدابير السلامة
في العمل.
عزيزي المؤمنين!
هناك أيضًا مسؤوليات
يفرضها العمل والحياة التجارية على
العمال وموظفي الخدمة المدنية. يجب على العمال وموظفي
الخدمة المدنية أن يقوموا بعملهم
وفقًا لنصيحة نبينا
صلى الله عليه وسلم. يجب عليك حماية مكان العمل والممتلكات والمواد
كما لو كانت ملكًا لك،
واحترام قواعد السلامة بدقة
، وعدم تعريض حياتك وحياة
زملائك للخطر.
أيها المسلمون الكرام!
لذا، دعونا نتمسك
بمبادئ الإسلام الواهبة للحياة في حياتنا المهنية. فلنبذل كل ما لدينا من وسائل
للتجارة المشروعة
والعادلة . فلنضف الوفرة والسلام لحياتنا
بالعمل الحلال والدخل.
ولا ننسى أن الذين يبتغون
مرضاة الله ويتبعون مكارم الأخلاق
التجارة ستنال دخلها بالحلال
وتنال رضا ربنا
.
وأنهي كلامي بترجمة
الآيات التي قرأتها في بداية خطبتي:
“وإن الحق لا ينال الرجل إلا سعيه
؛ وأن سعيه حقاً
يعرض عليه (يوم القيامة). ثم
سينال أجره كاملا. »

تغذية الحب الزوجي

لقد صعد الدرجات بقوة كبيرة لدرجة أنه كان من الصعب علي أن أصدق أن هذا الرجل تجاوز الثمانين من عمره، فهو يمتلك بالفعل حيوية شاب. ثم علمت السبب. ورغم أنه تزوج عام 1947، وهو في الثلاثينيات من عمره، فقد اعترف لي:

« لا أذكر أنني غضبت من زوجتي قط، ولا حتى مرة واحدة. ومن جهتها لم تغضب مني قط ولم أغضبها قط. وإذا كنت أعاني من الصداع، كان من المستحيل عليه أن ينام حتى أنام أنا شخصياً. »

ثم أضاف بانفعال:

« لا أستطيع أن أتخيل الذهاب إلى أي مكان، حتى للتسوق، دون أن ترافقني وتمسك بيدها. يبدو الأمر وكأننا عروسين. »

وعندما تعذر على زوجته الإنجاب بسبب مشكلة صحية، قال لها: “أنت أغلى عندي من الأطفال على أية حال. » قال لي: «طالما أنها تمشي على هذه الأرض، لا أستطيع أن أتخيل نفسي أتزوج امرأة أخرى. »

هذا الرجل هو مثال رائع على الإخلاص، والشعور الفريد الذي يستمر على مر السنين. لسوء الحظ، عندما ننظر إلى العلاقة التي يعيشها غالبية الأزواج من جميع الأعمار، ندرك أن علاقة هذا الرجل نادرة جدًا، بل إنها نوع من المثالية. وبطبيعة الحال، ليس مطلوبا منا أن نحقق مثل هذا المثل الأعلى.

ولا ينبغي لنا أن نتوقع أن يكون شريكنا المهم مثل هذا الرجل والمرأة عندما يكون لدينا الكثير من الأخطاء. الزواج هو اتحاد مبني على الحب والمودة. يقول الله في القرآن:

« ومن آياته خلق لكم أزواجا لتسكنوا إليهن. وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك دليلا لقوم يتفكرون.

[سورة 30: الآية 21]

ولهذا ينجذب الرجل للمرأة والعكس، وكأن كل شخص يبحث عن نصفه الآخر. ولما ماتت زوجة الفقيه الكبير أبو ربيعة دفنها بنفسه بيديه.

فلما عاد إلى بيته استسلم للألم وبكى بعينيه وهو يخاطب ربه قائلاً:

« الآن… حتى منزلي مات. البيت لا يعيش إلا للمرأة التي تعيش فيه. »

فالحب الزوجي يحتاج إلى جهود كبيرة من كلا الزوجين ليدوم ويبقى على قيد الحياة. إن صعوبات الحب الزوجي لا تكمن في الخلافات اليومية الصغيرة التي تشكل جزءاً من الحياة الزوجية كلها.

في الواقع، أحيانًا ما تعمل هذه المشاكل الصغيرة على إحياء العلاقة، مثل التوابل التي تضفي نكهة لذيذة على طبق لذيذ. المشكلة الحقيقية تكمن في ثلاثة أشياء:

1. عدم قدرة شخص على فهم الآخر. في الواقع، أحيانًا يواجه الشخص صعوبة في فهم نفسه.

2. عدم قدرة الشخص على التكيف مع الزواج نفسه ومواجهة التغيرات الناجمة عنه في نمط الحياة. يتوقع الكثير من الناس أن تظل حياتهم كما هي بمجرد الزواج.

3. المشكلة الأكثر شيوعاً هي عدم الإلتزام بالعلاقة، وكذلك غياب الرغبة العميقة في إستمرارها.

ولهذا السبب من الضروري أن يفهم الناس « قواعد اللعبة » عندما يتعلق الأمر بالحب الزوجي. وبما أن الحب الزوجي عرضة للمرض، وحتى للموت، فمن الضروري أن يعمل الأزواج باستمرار على إحيائه والحفاظ عليه.

يجب على الأزواج والزوجات احترام القواعد التالية:

1. يجب أن يعتادوا على قول أشياء إيجابية لبعضهم البعض، ومدح بعضهم البعض، والدعاء لبعضهم البعض. ويمكن للزوج أن يقول لزوجته: « لو كان علي أن أبدأ من جديد وأعود إلى سنوات شبابي، فلن أختار غيرك زوجةً لي ». وبطبيعة الحال، يمكن لزوجته أيضا أن تقول له أشياء مماثلة. إن كلمات المودة لها تأثير واضح على الإنسان، وخاصة النساء. وكثيراً ما يتم استخدامها كأسلحة من قبل رجال عديمي الضمير يسعون للاستيلاء على امرأة مملوكة لشخص آخر. الكلمات الحلوة تكسب قلوب النساء. وعلى الزوج أن يعتاد التحدث بمودة مع زوجته قبل أي شخص آخر.

2. يجب أن يعتاد الزوج والزوجة على القيام بهذه الأشياء الصغيرة التي تعني الكثير حقًا. إذا عاد الرجل إلى المنزل ووجد زوجته نائمة، يمكنه أن يغطيها ويضعها في السرير. قد يعتاد الزوج على الاتصال بزوجته من العمل فقط لإلقاء التحية وإعلامها بأنه يفكر فيها. إذا وجدت المرأة زوجها نائماً، فيمكنها تقبيله على جبهته، حتى لو ظنت أنه لن يشعر بذلك. في الواقع، حتى لو كان نائمًا، تظل حواسه متيقظة إلى مستوى معين ويمكنه أن يكون واعيًا تمامًا بلفتة المودة هذه. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية هذه اللفتات الصغيرة:

“…حتى قطعة الطعام التي تضعها في فم زوجتك. »

(صحيح البخاري وصحيح مسلم).

بل ربما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يشير إلى نفقة الزوج من أجل قضاء حاجة زوجته. ومع ذلك، هناك سبب لاختياره التعبير عن الأمر بهذه الطريقة. والمهم أن نتذكر أن هذه كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله.

يتم تحديد كل هذه الإيماءات الصغيرة حسب أذواق وميول الأشخاص المعنيين. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعود عليه، ولكن عندما يتعلق الأمر به، فإنه لا يتطلب الكثير من الجهد. قد يشعر الشخص غير المعتاد على هذا النوع من السلوك بالحرج حتى من سماع ذلك، وقد يفضل ترك الأمور كما هي بدلًا من بذل الجهد لتغييرها وتطبيق الأشياء التي تعتبرها سخيفة تمامًا.

ومع ذلك، يجب أن نكون على استعداد لإدخال عادات جديدة في حياتنا إذا كنا لا نريد أن تستمر مشاكلنا إلى الأبد.

3. يجب على الزوج والزوجة تخصيص أوقات معينة يمكنهما فيها التحدث مع بعضهما البعض دون مقاطعة. يمكنهم التحدث عن الماضي، وتذكر الأوقات الجيدة التي قضوها معًا، والتحدث عن هذه الأوقات، وإبقائها حاضرة في ذاكرتهم، كما لو أنهم مروا بها بالأمس. يمكنهم أيضًا التحدث عن المستقبل ومشاركة آمالهم وخططهم. وأخيراً، يمكنهم التحدث عن الحاضر، الجيد والسيئ، ومحاولة إيجاد حلول لحل مشاكلهم.

4. الحفاظ على الاتصال الجسدي الوثيق أمر صحي للعلاقة. ولا ينبغي أن تقتصر هذه الاتصالات على اللحظات الحميمة، بل يجب أن تكون حاضرة في جميع الأوقات، مثل عندما يكون الزوجان جالسين في غرفة المعيشة أو عند السير في الشارع. وهذا على الرغم من أنه لا يزال هناك رجال في مجتمعنا يخجلون من رؤيتهم في الأماكن العامة مع زوجاتهم بجانبهم.

5. يجب أن يكون الدعم العاطفي موجودًا دائمًا عندما يشعر أي من الزوجين بالحاجة إليه. عندما تكون المرأة حاملاً أو في فترة الحيض، فإنها قد تحتاج إلى بعض الدعم المعنوي من زوجها، وعلى الأخير أن يأخذ بعين الاعتبار الحالة التي تجد زوجته نفسها فيها. أثبت خبراء الطب أنه عندما تتعرض المرأة للحمل أو الدورة الشهرية أو نزيف ما بعد الولادة، فإنها يمكن أن تعاني من ضغوط نفسية يمكن أن تؤثر سلباً على سلوكها.

في مثل هذه الأوقات تحتاج الزوجة إلى دعم زوجها. إنها بحاجة إلى سماعه يقول كم تعني له وكم يحتاجها في حياته. وكذلك قد يحدث أن يمرض الزوج أو يواجه كل أنواع الصعوبات. ويجب على المرأة أن تأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار. إذا أراد الناس أن تدوم علاقتهم، فيجب عليهم أن يجعلوا الشخص الآخر يشعر أنهم موجودون دائمًا لدعمه.

6. التعبير المادي عن الحب هو أيضاً أمر جيد. يمكن تقديم الهدايا حتى خارج المناسبات الخاصة مثل العيد؛ المفاجأة السارة مرحب بها دائمًا. الهدية المناسبة هي الهدية التي تعبر عن مشاعر المودة لدى مقدمها. ليس من الضروري أن تكون باهظة الثمن، ولكن يجب أن تحترم أذواق وشخصية الآخر؛ وبالتالي سيتم الاعتزاز به وحراسته بعناية لفترة طويلة.

7. يجب على الزوج والزوجة أن يتعلما أن يكونا أكثر تسامحا مع بعضهما البعض وأن يغضوا الطرف عن عيوب ونقاط ضعف بعضهما البعض. إن نسيان الأخطاء الصغيرة في الحياة اليومية وعدم ذكرها يجب أن يصبح طبيعة ثانية. والسكوت عن هذه التفاهات علامة حسن الخلق. جاءت امرأة ذات يوم فقالت لعائشة رضي الله عنها:

« عندما يعود زوجي إلى المنزل، يصبح مثل القطة. عندما يخرج، يبدو وكأنه أسد. ولا يسألني عما فعلت في ماله».

[صحيح البخاري وصحيح مسلم]

ويفسر ابن حجر كلامه على النحو التالي:

« يمكن أن يقصدوا أنه كريم ومتسامح للغاية. إنه لا يهتم بممتلكاته أو أمواله التي يجدها يستخدمها أفراد عائلته. وإذا أعاد أشياء لأهل البيت، فإنه لا يستفسر فيما بعد عما حدث لهم. ولا يقوم بالتمثيل في أخطاء أفراد عائلته؛ إنه بالأحرى متسامح ومتسامح. »

ليس من العدل أن نبالغ في عيوب الآخرين بينما نحن لا نرى إلا صفات أنفسنا. هناك مثل يقول مثل هذا:

« إن أحدكم يرى التراب في عين أخيه، وينسى التراب في عينيه. »

8. يجب أن يتفاهم الزوج والزوجة فيما يتعلق بمسؤولياتهما واهتماماتهما المشتركة، مثل تعليم الأبناء والعمل والسفر والنفقات وأي مسائل قد تشكل تهديداً للعلاقة بين الزوجين ولا يتم إدارتها بالطريقة الصحيحة.

9. يحتاج الزوج والزوجة إلى القيام بأشياء لإضفاء البهجة على علاقتهما. ويمكنهما قراءة كتب مثل سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) أو الاستماع إلى أشرطة الكاسيت التي ستمنحهما أفكارًا حول سبل إحياء حياتهما الزوجية وإثرائها. قد تختلف عاداتهم عندما يتعلق الأمر بالاسترخاء معًا، وتناول الطعام، وتزيين منزلهم، وفي طرق تفاعلهم، في الأماكن العامة والخاصة. هذه هي الأشياء التي تحافظ على العاطفة والاهتمام في العلاقة.

10. يجب حماية العلاقة من المؤثرات السلبية التي يمكن أن تؤثر عليها. من أسوأ الأمور مقارنة زوجك أو زوجتك بالآخرين. يميل الكثير من الرجال إلى مقارنة زوجاتهم بزوجات الآخرين.

حتى أن البعض يذهب إلى حد مقارنتها بتلك التي يرونها في المجلات أو على شاشات التلفزيون. تقارن النساء أيضًا أزواجهن بأزواج الآخرين، خاصة فيما يتعلق بأمور الثروة والجمال وتكرار قيامهن بالأنشطة الخارجية مع زوجاتهن.

كل هذه المقارنات غير الصحية تجعل الناس يشعرون بالسوء والمتوسط ​​ويمكن أن تتأثر العلاقة بسرعة. إذا أردنا أن نقارن أنفسنا بالآخرين، علينا أن نفعل ذلك مع أولئك الذين هم أقل حظا منا. قال رسول الله :

« انظر إلى من هو أسفل منك، وليس إلى من هو فوقك. فهذا خير لكم، حتى لا تستصغروا نعم الله. »

[صحيح البخاري وصحيح مسلم]

لقد حان الوقت أن نتعلم كيف نعيش الواقع ونرضى بما كتبه الله لنا. ولا ينبغي لنا أن ننظر بعين الحسد إلى ما أعطاه الله للآخرين. حتى القليل الذي نملكه يمكن أن يعني الكثير إذا عرفنا كيفية استخدامه جيدًا والاستفادة منه. من المحتمل جدًا أن العديد من الأشخاص الذين يتحدثون عن سعادتهم الزوجية والذين يتفاخرون بزوجهم أو زوجاتهم لا يقولون الحقيقة تمامًا؛ إن الغرور فقط هو الذي يجعلهم يتكلمون. غالبًا ما يبدو العشب أكثر اخضرارًا من جانب جيراننا، ولكن فقط لأننا لا ننظر عن كثب بما فيه الكفاية.

الشيخ سلمان العودة

اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا

 قال سيدنا رسول الله ﷺ في خطبة الوداع: «..أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ..». [أخرجه الترمذي] وعند مسلم: «..فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ..». أراد النبي ﷺ بهذه الوصية الغالية أن يحفظ المجتمع كله بصيانة المرأة وتكريمها؛ فهي شقيقة الرجل، وقوام الأسرة المسلمة؛ لهذا خصَّها ﷺ بالوصية في خطبة الوداع، أكبر وأعرق محفل إسلامي يخص عبادة من أعتق وأعظم العبادات على مر التاريخ. ففي هذه الوصية بيّن النبي ﷺ نظرة الإسلام الراقية للمرأة، وللعلاقة الأسرية التي اعتبارها آية ونعمة تستوجب الشكر. فذكَّر الأزواج بأن نساءهم أمانات عندهم، وحق الأمانة هو حفظها وصيانتها والقيام على مصالحها، ورَبَط النبي ﷺ في وصيته بين المرأة وتقوى الله سبحانه، والتقوى هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه. وقول سيدنا رسول الله ﷺ: «وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» يدل على أن الميثاق الذي أُحلَّت به علاقة الزوج بزوجته هو ميثاق عظيم غليظ؛ ينبغي أن تكون معاملة الرجل امرأته وحسْن عشرتها على قدر غِلَظ وعِظَم هذا الميثاق. وكل هذه أمور أصَّلها الإسلام في نفوس أتباعه، وأكدها رسول الله ﷺ في خطبة وداعه.

azhar.com