فضل العفة وشرور المعاصي

فضل العفة وسيئات المعاصي، لقد جعل الله عز وجل في الإنسان طبيعتين متناقضتين: الأولى طبيعة طيبة: لا تؤدي إلا إلى حث الإنسان على فعل الخير وفعل الخير. والثاني: نقيضه: فهو لا يحرك إلا الهوى، ويدعوك إلى طاعة نفسك وعصيان العقل. ودليلها الرغبة وحجتها المعصية. وهذا هو مراد الله عز وجل بقوله:

{…لأن النفس كثيرة الأمارة بالسوء}

[سورة 12 – الآية 53]

في كل شخص هناك هاتان الطبيعتان، وهما في تناقض دائم. فإذا استضاء عقل العبد بنور الله تغلب على غروره، وذلل هواه. أما إذا خنقت النفس العقل، غشيت رؤيتها، وتخبط الإنسان في أهواءه، ووقع في الذنوب، ووقع في الذنوب. العاطفة كالنار المتقدة لا تحرق إلا من يثيرها.

عندما يأسر شغف شخص ما، سواء كان الثروة أو الجنس أو السلطة، فإنه في الواقع لا يكاد يجلب له السعادة، حتى لو بدا للوهلة الأولى وكأنه في حالة استمتاع وسعادة. الحقيقة هي أن هذا الشخص في حالة حزن مستمر، لأنه سيريد المزيد دائمًا. فيبدو له المذموم أقل جدية من أجل إرضاء غروره وتحقيق مراده، ولو بأقذر الوسائل.

هذا الانحطاط لا يمكن إلا أن يجعل الشخص أقرب إلى المرحلة الوحشية. بمجرد أن يقطع الإنسان علاقته بالله ليصبح حيوانًا، فإنه سيعيش وفقًا لرغباته ومن أجلها.

يقول الله (عزوجل):

{إنهم في الحقيقة إلا مثل الأنعام. أو بالأحرى هم أضل سبيلا }

[سورة 25 – الآية 44]

وأما ما أخبرنا الله به عن قصة يوسف (عليه السلام) فما هو إلا ليعلمنا عيوبنا وحاجتنا إلى حفظه، وأن نفوسنا ضعيفة أمام أهواء أنفسنا وكيدنا. شيطان. وكان يوسف (عليه السلام) نبيا من آل الأنبياء، محفوظين بحفظ الله (عزوجل)، محاطين بنصره، ليس للشيطان – رجمه – قوة عليهم. ولكن ورد إلينا في القرآن:

{وأرادت ذلك. وتمنى ذلك لولا ما رأى بينة من ربه }

[سورة 12 – الآية 24]

وذلك بسبب طبيعة الإنسان الأصلية، وعدم التماس الخطأ عمدا. ولهذا نجد أن الإسلام قد وضع عدة قواعد وآداب لمحاربة هذا الرذيلة.

لقد وضع الإسلام قواعد في طلب الإذن بالدخول إلى الغرفة وأحكاماً في النظر… فبينما حذر من الاختلاط وأكد على تحريمه، كما قرر لبس الحجاب وحث على الزواج مما يساعد على نجاة الإنسان. وتطهير المجتمع . ومن ثم فإن مسؤولية المسلم أن تنقي روحه بالجهد والتعليم، حتى تصبح مصدر كل خير.

يقول الله (عزوجل):

{والنفس والذي صورها. ثم ألهمته فجوره، وكذلك تقواه! لقد نجح من طهرها. ومن أفسدها فقد خسر بالتأكيد.

[سورة 91 – الآيات 7 إلى 10]

قال ابن القيم رحمه الله :

«إن للذنوب آثارًا ظاهرة على صاحبها، في حياته وآخرته، على نفسه ومن حوله».

ومن بين هذا:

– الحرمان من العلم، لأن العلم نور منبعث من الله يجعله في القلب، والمعصية تطفئ هذا النور. – الحرمان من أسباب الرزق، لأن المصلي يُحرم من هذا الرزق بسبب الذنب الذي يرتكبه.

– حزن يشعر به العاصي في قلبه، هو بينه وبين الله، ليس له لذة. ولكنه شيء لا يشعر به إلا من كان قلبه حيا.

– انزعاج بينه وبين الناس، كما قال أحد السلف: « إني أعصي الله وأشعر بذلك في تصرف زوجتي وبهيري ».

– صعوبة أموره، فلا يجدها إلا منغلقة عليه. – الذنب يولّد مثله. وقيل: جزاء الذنب هو الذنب الذي يليه، وجزاء الحسنة هو الحسنة التي تليها.

– والأخطر: أنه يضعف القلب وإرادته، وتنمو الرغبة في الذنب، وتقل الرغبة في التوبة شيئاً فشيئاً حتى تزول من القلب تماماً. وهذا من أخطر الأمور.

– فينزع بغض المنكر من القلب، فيصير عادة لا يكرهه ولا يكرهه، بل يحبه. سيخفيه الله ولكن يريد فقط أن يظهره للعامة.

– ذم العبد عند الله، كما يقولون: احتقروه فعصوه، ولو أعزهم لحماهم.

ويقول الله (عزوجل) أيضاً:

{ ومن يهنه الله فما له من مكرم . إن المؤمن يربي على الإيمان بالله ومن يهنه الله فما له من مكرم }

[سورة 22 – الآية 18]

فالمؤمن الذي يتربى على الإيمان بالله وخوفه لا يمكن إلا أن يصبح شخصًا تقيًا وقويًا، ينشغل بأي خير مادي أو أي هوى. وإذا دعته إليها امرأة جميلة رفيعة المقام فيقول:

إني أخاف الله رب العالمين!

وإذا أغراه الشيطان

هو سيقول :

ليس لديك قوة علي! وإذا دفعه رفقاء السوء إلى طريق الفسق والذم، قال:

وأنا بالكاد واحد من الجاهلين! ولا يمكن أن يصبح خوفه إلا شخصًا تقيًا وقويًا، لا يصرفه أي خيرات مادية أو أي عاطفة.

ولا شك أن العفة سلوك شريف ومظهر من مظاهر الإيمان، وهي جمال للرجال والنساء، يحفظون به إيمانهم، ويحفظهم الله من الذنوب. العفة هي أيضًا وسيلة لتجربة حياة زوجية سعيدة.

ولهذا نجد القرآن يؤكد على هذه النقطة:

{وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله…}

[سورة 24 – الآية 33]

ومع ذلك، فإن البقاء عازبًا والحفاظ على العفة ليس بالأمر السهل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:

« ثلاثة يجب على الله عزوجل أن يعينهم… » وذكر فيهم: « … الذي تزوج وأراد فرجه »

[رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم. انظر الصحيح]

Laisser un commentaire